ان يا ما كان كان هناك صبي اسمه علي ، ركب دراجته وخرج يتنزه ساعة الغروب في الضاحية ،
جلس علي تحت الشجرة الكبيرة بالقرب من شيخ كبير كان ينفخ في صفارته ، طرب علي وأعجب بالصفارة الجميلة وصوتها العذب ،
وأعطى الشيخ نقودا كانت معه ، شكرة الشيخ العجوز .
اخرج الشيخ من جرابة صفارة جميلة أخرى ، وأعطاها الى علي ، وطلب منه ألا يعطيها لأي مخلوق ، ولا يصفر بها الا بعد أن يذاكر دروسه كلها ،
فوعده علي بذلك ، وكان كل يوم يجلس علي بجوار سور الحديقة في منزله وينفخ في الصفارة ،
فيخرج صوت هادىء جميل ما إن تسمعه الطيور حتى تسرع إلى الحديقة ، فتغرد البلابل وتسقسق العصافير الصغيرة ، ويهدل الحمام .
وكان يسكن في البيت المجاور لعلي ولد شقي اسمه ياسر،
سمع ياسر صوت الصفارة وتغريد الطيور ، فطلب من علي ان يسلفه الصفارة ،
ولكن علي اعتذر له وقال انه وعد الشيخ الا يعطيها اي احد ،لم يقتنع ياسر بالوعد وما قاله علي ،
وفي احد الايام ترك علي الصفارة على مقعده بجوار سزر الحديقة في منزله . فتسلل ياسر واخذها ، وعاد الى منزله
وفي عصر اليوم التالي ، عندما عاد ياسر من المدرسة ، امسك الصفارة ووقف امام منزله وراح ينفخ فيها ،
خرج من السفارة صوت عال مزعج جدا ، سمعته الكلاب الضاله فاضطربت وهاجت واندفعت نحو ياسر من كل ناحية ،
كانت تنبح في وجهه وتهجم عليه ارتعب ياسر فجرى وهو يصرخ نحو منزل علي ، والصفارة في يديه ،
سمع علي نباح الكلاب وصراخ ياسر فخرج مسرعا فرأى ياسر يجري والكلاب تجري ورائه وتنبح .
وصل ياسر الي بيت علي وهو يلهث من الخوف ورمى الصفارة من يده فالتقطها عي من تحت اقدام الكلاب الهائجة،
نفخ فيها فخرج صوت جميل جدا ، فهدئت الكلاب عندما سمعته ، واعترف ياسر لعلي بسرقة صفارته ، وطلب منه ان يسامحة ،
وسامحة وفي كل يوم عند الغروب كان علي يجلس بجوار سور الحديقة بعد ان ينتهي من استذكار دروسه ينفخ في الصفارة العجيبة ،
فيطرب بصفيرها الجميل وينغم بتغريد الطيور .
المصدر : كتاب قصص مسلية للأطفال